إن عند الملامَسةِ رَشْحةً لها هَنة، فإذا أردتن إدخالها على زوجها فمسِّحْن أعطافها بما في أصدافها. فلما أردن ذلك بها أعجلهُنَّ زوجها عن تطييبها، فوجد منها رُوَيْحةً. فلما أصبح قال له أصحابه: كيف رأيت طَروقَتَك؟ قال: لم أر كالليلة لولا الرُوِيْحَة أنكَرْتُها. فقالت هي من خلف السِّتْر: لن تعدم الحسناء ذاما. فأرسلتها مثلاً.
أول من قال ذلك عَثْمة بنت مطرود البَجَلية، فكانت ذات عقل ورأى مُستَمع في قومها. وكانت لها أخت يقال لها خَوْد، ذات جمالٍ وعقل. وإنّ سبعة أخوةٍ من بني عامد، بطن من الأزْد، خطبوا خَوْداً إلى أبيها، أتوه وعليهم الحُلل اليمانية وتحتهم النجائِب، فقالوا نحن بنو مالك بن عقيلة ذي النحيين. فقال لهم انزلوا الماء. فباتوا على الماء ليلتهم، ثم أصبحوا غادين في تلك الحُلل والهيئة ومعهم ربيبة لهم يقال لها الشعثاء كاهنة، فمروا بوصيدها يتعرَّضون لها وكلهم وسيم جميل. وخرج أبوها فجلسوا إليه فرحَّبَ بهم فقالوا: بلغنا أن لك ابنة ونحن شباب كما ترى، كلنا نمنع الجانب، ونمنح الراغب فقال أبوها: كلكم خيار. فأقيموا نر رأينا. ثم دخل على بنته فقال: ما ترين؟ فقد أتاك هؤلاء القوم. فقالت أنكِحني على قدري ولا تُشطِط