يهدأ له بال؛ لأنه كلما ظفر بمأرب من مآربه تاقت نفسه إلى غيره، فيقضي العمر في شقاء وتعب وعناء ونصب، وصدق من قال:

وإنك مهما تعط بطنك سؤله ... وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا1

28 ـ النظر في العواقب:

وذلك بأن يدرك أن هذه الشهوة الخاطئة والنزوة العابرة ـ سيعقبها حسرة وندامة، وخزي وعار، وذلة وشنار، وأن عذابها سيصير عذابا، فتذهب اللذات وتبقى التبعات، وتذهب الشهوة وتبقى الشقوة.

تفنى اللذاذات ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الخزي والعار

تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار 2

29 ـ مجالسة الأخيار ومجانبة الأشرار:

فإن مجالسة الأخيار والصالحين والزهاد تحيي القلوب، وتشرح الصدر، وتنير الفكر، وتعين على الطاعة، ومجانبة الأشرار سلامة للدين والعرض.

30 ـ ومن الأدوية: عيادة المرضى وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والنظر إلى الموتى، والتفكر في الموت وما بعده؛ فإن ذلك يطفىء نيران الهوى 3.

31 ـ عدم الاستسلام للتهديد، والإبلاغ عمن هدد:

فينبغي لمن هدد في عرضه، وأريد منه أن يمكن من نفسه ـ ألا يستسلم للتهديد ولا يصيخ الأذن للوعيد، بل عليه أن يتشجع ويدرك أن هؤلاء الخفافيش الأنذال جبناء أذلاء، فبمجرد شعورهم بقوة ذلك الشخص ورجولته، فإنهم سرعان ما يتوارون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015