وأجري ولا أعطي الهوى فضل مقودي ... وأهفو ولا يخفى علي صواب1
وقال عبد الواحد بن نصر:
وقد رام هذا الحب أن يسترقني ... فأنجدني صبر علي جميل 2
وقال أبو علي بن الشبل:
وآنف أن تعتاق قلبي خريدة ... بلحظ وأن يروى صداي رضاب
وللقلب مني زاجر من مروءة ... يجنبه طرق الهوى فيجاب 3
وقال منصور الهروي:
خلقت أبي النفس لا أتبع الهوى ... ولا أستقي إلا من المشرب الأصفى
ولا أحمل الأثقال في طلب العلا ... ولا أبتغي معروف من سامني خسفا
ولا أتحرى العز فيما يذلني ... ولا أخطب الأعمال كي لا أرى صرفا
ولست على طبع الذباب متى يذد ... عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا 4
وقال البارودي:
سواي بتحنان الأغاريد يطرب ... وغيري باللذات يلهو ويعجب
وما أنا ممن تأسر الخمر لبه ... ويملك سمعيه اليراع المثقب
ولكن أخو هم إذا ما ترجحت ... به سورة نحو العلا راح يدأب 5
فإذا كان الأمر كذلك فما أحرى بمن ابتلي بهذا الداء أن يعلي همته، وأن يأنف هذا الذل، الذي لا يحتمله ذو مروءة وأنفة، فإن أهل الأنفة حملهم طلب علو القدر على قتل نفوسهم، وإجهاد أبدانهم في طلب المعالي.
((فأما من لا يأنف الذل وينقاد لموافقة هواه فذاك خارج عن المتميزين)) 6. وصدق من قال: