8 - من قبل الصداع واضمد عَلَيْك ثِيَابك وعمامتك أَي شدها وَأَجد ضمد هَذَا الْعدْل أَي شده. وَمِنْه ضمد الْمَرْأَة وَهُوَ جمعهَا خليلين. وَالْمعْنَى عصب عينه وَعَلَيْهَا الصَّبْر أَي وَقد جعل عَلَيْهَا الصَّبْر ولطخها بِهِ وَقد يُقَال: ضمد الْجرْح إِذا جعل عَلَيْهِ الدَّوَاء وَإِن لم يعصبه وَيُقَال للدواء الضمادة. والضمادة أَيْضا الْعِصَابَة وبالصاد: صَمد رَأسه تصميدا. مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ خطب إِلَيْهِ رجل بِنْتا لَهُ عرجاء فَقَالَ: إِنَّهَا ضميلة فَقَالَ: إِنِّي أردْت أَن أتشرف بمصاهرتك وَلَا أُرِيد بهَا السباق فِي الحلبة فَزَوجهُ إِيَّاهَا. قيل هِيَ الزمنة فَإِن صحت الرِّوَايَة بالضاد فَاللَّام بدل من النُّون كَقَوْلِهِم: فِي أُصيلان أصيلال وَإِلَّا فهى صميلة بالصَّاد.
ضمل قيل لَهَا ذَلِك ليبس وجسود فِي سَاقهَا من قَوْلهم للسقاء الْيَابِس: صميل وَقد صمل وصمل صملا وصُمولا وكل يَابِس فَهُوَ صامل وصميل. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يَقُولُونَ: مَا بَقِي لَهُم صميل إِلَّا بيض أى ملىء. وَمِنْه قيل: الصَّميل للرجل الضئيل. ابْن عبد الْعَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى كتب إِلَى مَيْمُون بن مهْرَان فِي مظالم كَانَت فِي بَيت المَال أَن يردهَا إِلَى أَرْبَابهَا وَيَأْخُذ مِنْهَا زَكَاة عامها فَإِنَّهُ كَانَ مَالا ضمارا.
ضمر هُوَ الْغَائِب الَّذِي لَا يُرجى يَعْنِي أَن أربابه مَا كَانُوا يرجون رده عَلَيْهِم وَلم تجب الزَّكَاة فِي السنين الَّتِي مرت عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيت المَال. قَالَ الرَّاعِي: ... طلبن مزاره فأصبن مِنْهُ ... عَطاء لم يكن عِدةً ضِمارا [475] ... وَهُوَ من الْإِضْمَار تَقول: أضمرته فى قلبى إِذا غيبته فِيهِ وَنَظِيره من الصِّفَات: رجل هدان وناقة كناز ولكاك. عِكْرِمَة رَحمَه الله تَعَالَى لَا تشتر لبن الْغنم وَالْبَقر مضمَّنا.