9 - وَالْمعْنَى غضَّت مِنْهَا وأضعفت أبهتها وجلالة شَأْنهَا. سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حبس أَبَا محجن فِي شرب الْخمر فَلَمَّا التقى النَّاس يَوْم الْقَادِسِيَّة قَالَ أَبُو محجن لامْرَأَة سعد: أطلقيني وَلَك الله عليّ إِن سلمني [الله] أَن أرجع حَتَّى أَضَع رجلى فى الْقَيْد فحلته فَوَثَبَ على فرس لسعد يُقَال لَهَا البلقاء فَجعل لَا يحمل على نَاحيَة من الْعَدو إِلَّا هَزَمَهُمْ وَجعل سعد يَقُول: الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أَبى محجن فَلَمَّا هُزم الْعَدو رَجَعَ حَتَّى وضع رجله فِي الْقَيْد فَلَمَّا رَجَعَ سعد أخْبرته امْرَأَته بِمَا كَانَ من أمره فخلى سَبيله فَقَالَ أَبُو محجن: قد كنت أشربها إِذْ كَانَ يُقَام عليَّ الْحَد وأطهر مِنْهَا فَأَما إِذْ بهرجتني فَلَا أشربها أبدا.
ضبر الضبر: أَن تجمع قَوَائِمهَا وَتثبت. بهرجتني: أهدرتني بِإِسْقَاط الْحَد عني يُقَال: بهرج السُّلْطَان دم فلَان. وَنظر أَعْرَابِي إِلَى دجلة فَقَالَ: إِنَّهَا البهرج لكل أحد أَي الْمُبَاح وَقيل: البهرجة أَن تعدل بالشَّيْء عَن الجادة القاصدة إِلَى غَيرهَا. ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لَا يخْرجن أحدكُم إِلَى ضبحةٍ بلَيْل وروى: صَيْحَة وَالْمعْنَى وَاحِد.
ضبح يُقَال ضبح فلَان ضبحة الثَّعْلَب أَي إِذا سمع صَوتا وجلبة فَلَا يخْرجن لِئَلَّا يصاب بمكروه. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ يُفضي بيدَيْهِ إِلَى الأَرْض إِذا سجد وهما تضبان دَمًا.
ضبب هُوَ دون السيلان يَعْنِي أَنه لم ير الدَّم الفاطر [463] ناقضاً للْوُضُوء. أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الضَّب ليَمُوت هزالًا فِي جُحْره بذنب ابْن آدم وروى: إِن الحباري لتَمُوت. يُرِيد أَن الله تَعَالَى يحبس الْمَطَر بشؤم ذَنبه حَتَّى تَمُوت الْهَوَام أَو الطير هزالًا. وَخص