7 - وَبِهَذَا الْمَعْنى الثَّانِي استعير للمتحلي بفضيلة لم ترزق وَلَيْسَ من أَهلهَا. وَشبه بلابس ثوبي زور أَي ذِي زور وَهُوَ الَّذِي يزور على النَّاس بِأَن يتزيا بزِي أهل الزّهْد ويلبس لِبَاس ذَوي التقشف رِيَاء وأضاف الثَّوْبَيْنِ إِلَى الزُّور [395] لِأَنَّهُمَا لما كَانَا ملبوسين لأَجله فقد اختصاصاً سوَّغ إضافتهما إِلَيْهِ. أَو أَرَادَ أَن المتحلي كمن لبس ثَوْبَيْنِ من الزُّور قد ارتدى بِأَحَدِهِمَا وائتزر بِالْآخرِ كَقَوْلِه: ... إِذا هُوَ بالمجد ارتدى وتأزَّرا ... وَقَوله: ... يجرّ رِبَاط الْحَمد فِي دَار قومه ... وَقَول ذِي الرمة: ... على كُلِّ كَهْلٍ أَزْعَكِيٍّ ويافعٍ ... من اللؤُّم سربالٌ جَديدُ البَنَائِقِ ... قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دُعَائِهِ لعَلي وَفَاطِمَة عَلَيْهِمَا السَّلَام: جمع الله شملكما وَبَارك فى شبركما.

شبر الشبر: الْعَطاء يُقَال: شبره شبْرًا إِذا أعطَاهُ فكنى بِهِ عَن النِّكَاح فَقيل: شبرها شبْرًا. وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه نهى عَن شبر الْجمل. وَهَذَا على وَجْهَيْن: أَن يُرَاد بالشبر مَا يعطاه من أُجْرَة الضراب أَو الضراب نَفسه وَيقدر مُضَاف مَحْذُوف أى عَن كِرَاء شبر الْجمل كَقَوْلِه: نهى عَن عسب الْفَحْل. آجر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام نَفسه من شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام بشبع بَطْنه وعفَّة فرجه فَقَالَ لَهُ ختنه: لَك مِنْهَا يَعْنِي من نتائج غنمه مَا جَاءَت بِهِ قالب لون. فَلَمَّا كَانَ عِنْد السَّقْي وضع مُوسَى قَضِيبًا على الْحَوْض فَجَاءَت بِهِ كُله قالب لون غير وَاحِد أَو اثْنَيْنِ لَيْسَ فِيهَا عزوز وَلَا فشوش وَلَا كموش وَلَا ضبوب وَلَا ثعول ويروى: وقف بِإِزَاءِ الْحَوْض فَلَمَّا وَردت الْغنم لم تصدر شَاة إِلَّا طعن جنبها بعصاه فَوضعت قوالب ألوان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015