8 - يكون فى آخر الزَّمَان قوم يتسمنون.
سمن أَي يدّعون مَا لَيْسَ لَهُم من الشّرف ليلحقوا بِأَهْل الشَّرف. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا يُقرّ رجل أَنه كَانَ يطَأ جَارِيَته إِلَّا ألحقت بِهِ وَلَدهَا. فَمن شَاءَ فليمسكها وَمن شَاءَ فليسمرها. قَالَ النَّضر: التسمير: الْإِرْسَال وَقد سَمِعت من يَقُول: أخذت غريمي ثمَّ سمرته
سمر أَي أَرْسلتهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التسمير: إرْسَال السهْم بالعجلة. والخرقلة: إرْسَاله بالتأني يُقَال: سمَّر فقد أخطأك الصَّيْد. وخرقل حَتَّى يخطئك. وروى عَن شمر: التسمير والتشمير مَعًا. وَقَالَ أَبُو عبيد: الْمَعْرُوف فِي الْعَرَبيَّة بالشين من شمَّرت السَّفِينَة وَغَيرهَا. وَقَالَ الشماخ: ... كَمَا سَطع المِرِّيخُ شَمَّره الغَالِي ... وَفِيه وَجْهَان: أَحدهمَا أَن يكون السِّين بَدَلا من الشين كَقَوْلِهِم: مسدوه فِي مشدوه لِأَن معنى الْإِرْسَال فِي شمّر أوضح. وَالثَّانِي: أَن يكون قَائِما بِرَأْسِهِ مشتقاَّ من سمّرت الْإِبِل لَيْلَتهَا إِذا رعت فِيهَا لِأَنَّهَا تكون مُرْسلَة مخّلاة فِي ذَلِك وَكَأن معنى سمّره جعله كالسامر من الْإِبِل فِي إرْسَاله وتخليته. كَانُوا يرحلون إِلَيْهِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى سمته وهديه ودله فيتشبهون بِهِ.
سمت السمت: أَخذ النهج وَلُزُوم المحجة. وسمت فلَان الطَّرِيق يسمت. وَأنْشد الْأَصْمَعِي لطرفة: ... خواضع بالرُّكْبان خُوصاً عيونُها ... وهنَّ إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق سوامِتُ ...