8 - وَأما السبحات وَهِي جمع سبْحَة كغرفة وغرفات فى قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن جبرئيل قَالَ: لله دون الْعَرْش سَبْعُونَ حِجَابا لَو دنونا من أَحدهَا لأحرقتنا سُبُحات وَجه رَبنَا فَهِيَ الْأَنْوَار الَّتِي إِذا رَآهَا الراءون من الْمَلَائِكَة سبحوا وهللوا لما يروعهم من جلال الله وعظمته. من أَدخل فرسا بَين فرسين فَإِن كَانَ يُؤمن أَن يسْبق فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَا يُؤمن أَن يسْبق فَلَا بَأْس بِهِ.

سبق أَي إِن كَانَ الْفرس الْمُحَلّل وَيُقَال لَهُ الدخيل بليدا يُؤمن سبقه فَهُوَ قمار لَا يجوز كَأَنَّهُمَا لم يُدخلا بَينهمَا شَيْئا وَإِن كَانَ جوادا رائعا لَا يُؤمن سبقه فَهُوَ جَائِز. وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرَّهْن إِذا كَانَ من كلا المستبقين أَيهمَا سبق أَخذه فَهُوَ الْقمَار الْمنْهِي عَنهُ وَإِن كَانَ من أَحدهمَا جَازَ فَإِذا أدخلا الْمُحَلّل بَينهمَا ووضعا رهنين دون الْمُحَلّل أَيهمَا سبق أَخذ الرهنين وَإِن سبق الْمُحَلّل أخذهما وَإِن سبق فَلَا شَيْء عَلَيْهِ فَهُوَ طيب. رأى رجلا يمشي بَين الْقُبُور فِي نَعْلَيْنِ فَقَالَ: يَا صَاحب السبتين اخلع سبتيك وروى: السبتيين وسبتييك.

سبت السبت: كل جلد مدبوغ عَن أبي عَمْرو. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المدبوغ بالقرظ وَهُوَ من قَوْلهم: انسبتت البسرة إِذا جرى الإرطاب فِي كلهَا ولانت وَأَرْض سبتاء وَهِي اللينة السهلة لِأَن الْجلد إِذا دُبغ لَان. وَقيل: هُوَ من السبت وَهُوَ الْحلق لِأَن الشّعْر يسبت عَنهُ ويزال. [وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه قيل لَهُ: إِنَّك تلبس النِّعَال السبتية فَقَالَ: رَأَيْت النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبس النِّعَال الَّتِي لَا شعر عَلَيْهَا وَإِذا أحب أَن ألبسها. وَإِنَّمَا اعْترض عَلَيْهِ لِأَنَّهَا نعال أهل النِّعْمَة وَالسعَة] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015