6 - عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ ابْن عَبَّاس: مَا رَأَيْت رَئِيسا محرباً يزن [بِهِ] لرأيته يَوْم صفّين وعَلى رَأسه عِمَامَة بَيْضَاء وَكَأن عَيْنَيْهِ سِرَاجًا سليط. وَهُوَ يحمش أَصْحَابه إِلَى أَن انْتهى إليَّ وَأَنا فِي كثف فَقَالَ: يَا معشر الْمُسلمين استشعروا الخشية وعنوا الْأَصْوَات [337] وتجلببوا السكينَة وأكملوا اللؤم وأخفوا الجنن وأقلقوا السيوف فِي الغمد قبل السلَّة والحظوا الشرر واطعنوا الشزر والنتر أَو الْيُسْر ونافحوا بالظبي وصلوا السيوف بالخطا والرماح بِالنَّبلِ وامشوا إِلَى الْمَوْت مشْيَة سحجاً أَو سجحاء. وَعَلَيْكُم الرواق المطنب فاضربوا ثبجه فَإِن الشَّيْطَان راكد فى كَسره فافخ حضنيه مفترش ذِرَاعَيْهِ قد قدم للوثبة يدا وَأخر للنكوص رجلا.
زنن يزن بِهِ: أَي يتهم بمشاكلته. السليط: الزَّيْت قَالَ الجعدى: ... يضيئ كضَوْءِ سِرَاج السَّليِ ... طِ لم يَجْعَلِ اللهُ فِيهِ نُحَاسا (7)
وَمِنْه قيل للحجة السُّلْطَان لإنارتها. يحمشهم: يحضهم ويغضبهم من إحماش النَّار وَهُوَ إلهابها. الكثف: الْجَمَاعَة من التكاثف. التعنية: الْحَبْس وَمِنْهَا العاني يُرِيد أخفوا أَصْوَاتكُم واخفتوها. اللؤم: جمع لأمة وَهِي الدرْع لالتئامها. أخفوا: اجْعَلُوهَا خفافا. أقلقوا: حركوها لِئَلَّا يتعسر عَلَيْكُم سلُّها عِنْد الْحَاجة إِلَيْهَا. لحظ الشزر: النّظر بمؤخر الْعين وَهُوَ نظر الْمُبْغض وَذَلِكَ أهيب. والطعن الشزر: عَن الْيَمين وَالشمَال. واليسر: حذاء الْوَجْه.