وَإِنَّمَا ذكر هَذَا ابْن عَبَّاس اسْتِشْهَادًا لقَوْله تَعَالَى: {وكَأساً دِهَاقاً} . حُذَيْفَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ: أتتكم الدهمياء ترمي بالنشف ثمَّ الَّتِي تَلِيهَا ترمي بالرضف وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أعرف لي وَلكم إِلَّا أَن نخرج مِنْهَا كَمَا دَخَلنَا فِيهَا

دهم هِيَ تَصْغِير الدهماء وَهِي الْفِتْنَة الْمظْلمَة وَهُوَ التصغير الَّذِي يقْصد بِهِ التَّعْظِيم. النشف: جمع نشفة وَهِي الفهر السَّوْدَاء كَأَنَّهَا محرقة. الرضف: الْحِجَارَة المحماة والواحدة رضفة. ذكر تتَابع الْفِتَن وفظاعة شانها وَضرب رميها بِالْحِجَارَةِ مثلا لما يُصِيب النَّاس من شَرها ثمَّ قَالَ: لَيْسَ الرَّأْي إِلَّا أَن تنجلي عَنَّا وَنحن فِي عدم التباسنا بالدنيا كَمَا دَخَلنَا فِيهَا. دهس فِي (بِهِ) . الدهْقَان فِي (قر) . المدهن فِي (صب) . يدهن بالبعير فِي (دي) . دهارير فِي (رج) . فتدهدى فِي (ثل) .

الدَّال مَعَ الْيَاء

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج الْأَعْشَى [256] واسْمه عبد [الله] ابْن لبيد الْأَعْوَر الحرمازي فِي رَجَب يمير أَهله من هجر فهربت امْرَأَته بعده ناشزا عَلَيْهِ فعاذت بِرَجُل مِنْهُم يُقَال لَهُ: مطرف بن بهضل فَجَعلهَا خلف ظَهره فَلَمَّا قدم أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعاذ بِهِ وَأَنْشَأَ يَقُول: ... يَا سَيِّد النَّاسِ وديَّانَ العربْ ... إليكَ أشْكو ذِرْبَةً من الذرب

كالذئبة الغَبْساءِ فِي ظلِّ السَّرَبْ ... خَرجتُ أبْغيها الطعامَ فِي رَجَبْ

فَخَلَفَتْنِي بنزاعٍ وحَرَبْ ... أَخْلَفَتِ الوَعْدَ ولطَّت بالذَّنَبْ

وقذفْتِني بَين عِيصٍ مُؤْتَشِبْ ... وهُنَّ شَرّ غَالب لم غلب ...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015