بَيْنَمَا هُوَ يمشي فِي طَرِيق إِذا مَال إِلَى دمث فيال فِيهِ وَقَالَ: إِذا بَال أحدكُم فليرتد لبوله. دمث دمث الْمَكَان دمثاً: إِذا لَان وَسَهل فَهُوَ دمث ودمث وَمِنْه دماثه الْخلق. الارتياد: افتعال من الرود كالابتغاء من الْبَغي وَمِنْه الرائد طَالب المرعى يُقَال: راد الْكلأ وارتاده وَالْمعْنَى: فليطلب مَكَانا مثل هَذَا فَحذف المفعوال لدلَالَة الْحَال عَلَيْهِ. من كذب على مُعْتَمدًا فَإِنَّمَا يُدمث مَجْلِسه من النَّار أَي يسهله ويوطئه بِمَعْنى يهيئه للجلوس فِيهِ. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسعد رَضِي الله عَنهُ يَوْم أُحد: أرم فدَاك أبي وَأمي قَالَ سعد: فرميت رجلا بِسَهْم فَقتلته ثمَّ رميت بذلك السهْم أعرفهُ حَتَّى فعلت ذَلِك وَفعله مَرَّات فَقلت: هَذَا سهم مبارك مُدمَّى فَجَعَلته فِي كِنَانَتِي فَكَانَ عِنْده حَتَّى مَاتَ. دمو قيل لهَذَا السهْم سهم مُدمَّى وَسَهْم أسود لِأَنَّهُ رمى بِهِ غير مة رة فلُطِّخ بِالدَّمِ حَتَّى ضربت حمرته إِلَى السوَاد وَالرُّمَاة يتبركون بِالسِّهَامِ الكائنة بِهَذِهِ الصّفة. وَمِنْه قَوْله: ... هلا رميتَ ببعضِ الأسهم السُّودِ ... وَعَن بَعضهم: هُوَ مَأْخُوذ من الدامياء وَهِي الْبركَة. فِي ذكر الْمَسِيح عَلَيْهِ السَّلَام سبط الشّعْر كثير خيلان الْوَجْه كَأَنَّهُ خرج من ديماس. هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر السَّرب لظلمته من اللَّيْل الدامس وَيُقَال دمسته إِذا أقبرته دمس وَكَانَ للحجاج سجن يعرف بالديماس يَعْنِي أَنه فِي نَضرة لَونه وَكَثْرَة مَاء وَجهه كَأَنَّهُ خرج من كن.