وَدخل فِي بَاب آخر وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة فِي مثل ذَلِك: ... يَخْرُجْنَ من أجْوازِ ليلٍ غاض ... وَإِنَّمَا حَقه مغضٍ. وَقَالَ أَبُو عَليّ الْفَارِسِي: أَرَادَ المدلي فَحذف الزِّيَادَة أَو أَرَادَ دلو ذِي الدَّلْو كلا بن تامر. وَقَالَ بَعضهم: الدالي والمدلي جَمِيعًا صفتان للمستقي وَكَأَنَّهُ قَالَ: دلو المستقي وَلَو قيل: إِنَّمَا قصد بقوله دلو الذَّال تزح النازح لِأَن حَقِيقَة نزح المَاء واستقائه فِي الدَّلْو [247] لَا فِي الإدلاء وَعَمله فِي كشف العرمض ابلغ من عمله وَلِأَن النزع لايكون إِلَّا بعد الْإِرْسَال وَيكون عكس ذَلِك لَكَانَ فولا وجيها. دلك شفيق رَحمَه الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (أَقِمِ الصلوة لدلوك الشَّمْس) . دلوكها: غُرُوبهَا. قَالَ: وَهُوَ فِي كَلَام الْعَرَب دلكت براح. دلكت الشَّمْس: إِذا زَالَت وَإِذا غَابَتْ قيل: لِأَن النَّاظر إِلَيْهَا [يدلك عينه وَنَظِيره: أفغر النَّجْم إِذا اسْتَوَى على رُءُوسهم لِأَن النَّاظر إِلَيْهِ] يفغر فَاه. وَقَوله: براح فِيهِ قَولَانِ: أَحدهمَا أَنه جمع رَاحَة يَعْنِي أَنهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرُونَ هَل غربت قَالَ: ... هَذَا مُقامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بِرَاحِ ... الثَّانِي أَن براح بِوَزْن قطام اسْم للشمس وَهِي معدولة عَن بارحة سميت بذلك لظهورها وانكشافها من البراح: البرَاز وبارحة: كاشفة وَعلة بنائها شبهها بفعال فِي الْأَمر. ابْن الْمسيب رَحمَه الله عمر رَضِي الله عَنهُ لَو لم ينْه عَن الْمُتْعَة لاتخذها النَّاس دولسيًّا.