أتانى جبرئيل لَيْلَة أُسري بِي بِالْبُرَاقِ فَقَالَ: اركب يَا مُحَمَّد فدنوت مِنْهُ لأركب فأنكرني فتحيَّا مني.
حَيَاء أَي انقبض وانزوى وَلَا يَخْلُو من أَن يكون مأخوذاً من الْحيَاء على طَرِيق التَّمْثِيل لِأَن من شَأْن الحى أَن يتقبض أَو يكون أَصله تحوَّى أَي تجمع فقُلبت واوه يَاء أَو يكون تفعيل من الْحَيّ وَهُوَ الْجمع كتحيز من الْحَوْز. خرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للاستسقاء فَتقدم فصلى بهم رَكْعَتَيْنِ يجْهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ يقْرَأ فِي الْعِيدَيْنِ وَالِاسْتِسْقَاء فِي الرَّكْعَة الأولى بِفَاتِحَة الْكتاب وسبِّح اسْم رَبك الْأَعْلَى وَفِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وَهل أَتَاك حَدِيث الغاشية فَلَمَّا قضى صلَاته اسْتقْبل الْقَوْم بِوَجْهِهِ وقلب رِدَاءَهُ ثمَّ جثا على رُكْبَتَيْهِ وَرفع يَدَيْهِ وكبَّر تَكْبِيرَة قبل أَن يَسْتَسْقِي ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اسقنا وأغثنا اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا وَحيا ربيعا وجدا طبقًا غدقاً مُغْدِقًا مونقا عَاما هَنِيئًا مريئا مريعا مربعًا مرتعا وابلاسا بِلَا مُسبلا مجللا ديما درراً نَافِعًا غير ضار عَاجلا غير رائث غيثا اللَّهُمَّ تُحيي بِهِ الْبِلَاد وتغيث بِهِ الْعباد وتجعله بلاغا للحاضر منا والباد. اللَّهُمَّ أنزل علينا فِي أَرْضنَا زينتها وَأنزل علينا فِي أَرْضنَا سكنها. اللَّهُمَّ أنزل علينا من السَّمَاء مَاء طهُورا فأحي بِهِ بَلْدَة مَيتا. واسقه مِمَّا خلقت لنا أنعاما واناسى كثيرا. قيل لِابْنِ كهيعة: لم قلب رِدَاءَهُ فَقَالَ: لينقلب [192] الْقَحْط إِلَى الخصب. فَقيل لَهُ: كَيفَ قلبه قَالَ: جعله ظهرا لبطن. قيل: كَيفَ قَالَ: حوَّل الْأَيْسَر على الْأَيْمن والأيمن على الْأَيْسَر. الحيا: الْمَطَر لإحيائه الأَرْض. الجدا: الْمَطَر الْعَام. الطَّبق: مثله. الغدق والمغدق: الْكثير الْقطر. المونق: المُعجب.