وَمِنْه حَدِيثه: إِنَّه حِين قدم من سفرٍ أَرَادَ النَّاس أَن يطرقوا النِّسَاء لَيْلًا فَقَالَ: أمهلوا حَتَّى تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة. قيل فِي انتقاص المَاء: هُوَ أَن يغسل مذاكيره ليرتد الْبَوْل لِأَنَّهُ إِذا لم يفعل نزل مِنْهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء فيعسر استبراؤه فَلَا يَخْلُو المَاء من أَن يُراد بِهِ الْبَوْل فَيكون الْمصدر مُضَافا إِلَى الْمَفْعُول وَأَن يُراد بِهِ المَاء الَّذِي يغسل بِهِ فَيكون مُضَافا إِلَى الْفَاعِل على معنى وانتقاص المَاء الْبَوْل وانتقص يكون مُتَعَدِّيا وَغير مُتَعَدٍّ. قَالَ عدي بن الرّعلاء: ... لم ينتقص منى المشيب قلامة ... الآ ن حينَ بَدَا ألبُّ وأَكْيس ... وَقيل: هُوَ تَصْحِيف وَالصَّوَاب انتفاص المَاء بِالْفَاءِ وَالْمرَاد نضحه على الذّكر من قَوْلهم: لنضح الدَّم الْقَلِيل: نفص الْوَاحِد نفصة قَالَ حميد: ... طافت ليلى وانضمَّت ثميلتُها ... وَعَاد لحمٌ عَلَيْهَا بادن نَخَصا
فَجَاءَهَا قانص يسْعَى بضارية ... ترى الدِّماء على أَكتافها نَفَصا ... إِن فِي كل أمة محدَّثين ومروَّعين فَإِن يكن فِي هَذِه الْأمة أحد فَإِن عمر مِنْهُم.
حدث المحدَّث: الْمُصِيب فِيمَا يحدس كَأَنَّهُ حدِّث بِالْأَمر. قَالَ أَوْس: ... نِقَاب يُحَدِّثُ بالغَائب ... والمروَّع: الَّذِي يُلقي الشَّيْء فِي روعه صدق فراسته. خِيَار أمتى احداؤها.
حدد هُوَ جمع حَدِيد كأشداء فِي جمع شَدِيد وَالْمرَاد الَّذِي فيهم حِدة وصلابة فِي الدّين. قَالَ: إِن أُبي بن خلف كَانَ على بعير لَهُ وَهُوَ يَقُول: يَا حدراها يَا حدراها
حدر قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يُرِيد هَل أحد رأى مثل هَذِه وَيجوز أَن يُرِيد ياحدراء الْإِبِل