أَي كل قرن من قرونه حَبل لِأَنَّهُ جعله تقاصيب. إِن الْأَنْصَار لما أَرَادوا أَن يبايعوه قَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان: يَا رَسُول الله إِن بَيْننَا وَبَين الْقَوْم حِبَالًا وَنحن قَاطِعُوهَا فنخشى إِن الله أعزّك وَأَظْهَرَك أَن ترجع إِلَى قَوْمك. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: بل الدَّم الدَّم وَالْهدم الْهدم. وروى: بل اللدم اللدم وَالْهدم الْهدم أَنا مِنْكُم وَأَنْتُم مني أُحارب من حَارَبْتُمْ وَأُسَالِمُ من سَالَمْتُمْ.
حَبل الحبال: العهود. وَالْهدم بِالسُّكُونِ: أَن يُهدم دم الْقَتِيل أَي يهدر يُقَال: دِمَاؤُهُمْ هدم بَينهم. وَالْمعْنَى دمكم دمي وهدمكم هدمي يُرِيد إِن طلب دمكم فقد طلب دمي وَإِن أُهدر فق أهْدر دمي لاستحكام الألفة. وَأما اللدم: فَهِيَ الْحرم جمع لادم لِأَنَّهُنَّ يلتد من على صاحبهن إِذا هلك. وَالْهدم: الْمنزل وَهُوَ فعل بمعى مفعول لِأَنَّهُ يهدم أَي حرمي حرمكم ومنزلي منزلكم. وَقيل: المُرَاد بالهدم: الْقَبْر أَي وأُقبر حَيْثُ تقبرون كَقَوْلِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم: الْمحيا محياكم وَالْمَمَات مماتكم. إِن رجلا أحبن أصَاب امْرَأَة فسُئل فاعترف فَأمر بِهِ فجُلد بأُثكول النّخل. وروى: بإثكال النّخل.
حبن الأحبن: الَّذِي بِهِ حبن وَهُوَ السَّقْي.