عَلَيْهِ فَقَالُوا: أَنْت والدنا وَأَنت سيدنَا وَأَنت أطول طولا وَأَنت الْجَفْنَة الغرّاء. فَقَالَ: قُولُوا بقولكم وَلَا يستجرينكم الشَّيْطَان. وروى: وَلَا يستهوينكم.

جفن شبهوه بالجفنة الغراء وَهِي الْبَيْضَاء من الدسم نعتاً لَهُ بإنه مضياف مطعام أَو أَرَادوا: أَنْت ذُو الْجَفْنَة وَمِنْه قَوْله: ... يَا جَفْنَة بإذاء الحَوْض قد كفئوا ... ومَنْطِقاً مثل وَشْى اليُمْنَةِ الحبره ... وَقَول امرىء الْقَيْس: ... رُبَّ طَعْنَةٍ مُثْعَنْجِرَه ... وجَفْنَةٍ مُسْحَنْفِرَه ... تُدْفَن غَدا بأَنْقرَه ... بقولكم: أَي بِمَا هُوَ عادتكم من القَوْل المسترسل فِيهِ على السجية دون الْمُتَكَلف المتعمل للتزيد فِي الثَّنَاء. وَقيل: بقول أهل الْإِسْلَام ومخاطبتهم بِالنَّبِيِّ وَالرَّسُول لِأَن مَا خاطبوه بِهِ من تَحِيَّة أهل الْجَاهِلِيَّة لملوكهم. استجريت جرياَّ وتجرّيته: أَي اتخذته وَكيلا وَهُوَ من الجري لِأَنَّهُ يجْرِي مجْرى مُوكله. وَالْمعْنَى: لايتخذنكم كالأجرياء فِي طاعتكم لَهُ واتباعكم خطواته. خلق الله الأَرْض السُّفْلى من الزّبد الْجفَاء وَالْمَاء الكباء.

جَفا الْجفَاء: مَا جفأه السَّيْل أَي رمى بِهِ وَيجوز أَن يُراد بِهِ الجافي وَهُوَ الغليظ من قَوْلهم: ثوب جافٍ وَرجل جَاف. والكباء: الكابي وَهُوَ الْمُرْتَفع الْعَظِيم من قَوْلهم: فلَان كابي الرماد. وكبا الْغُبَار: ارْتَفع وكبت العلبة: امْتَلَأت حَتَّى تفيض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015