أَمر بِإِخْرَاج الْيَهُود وَالنَّصَارَى من جَزِيرَة الْعَرَب.

جزر قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول. وَأما الْعرض فَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر إِلَى أَطْرَاف الشَّام. وَقيل: مَا بَين حفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول. وَأما الْعرض فَمَا بَين رمل بيرين إِلَى مُنْقَطع السماوة. وَقيل: سميت جَزِيرَة لِأَن الْبَحْرين: بَحر فَارس وبحر الْحَبَش والرافدين قد أحاطت بهَا. قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي وصف دُخُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ دُخُوله لنَفسِهِ مَأْذُون لَهُ فِي ذَلِك فَكَانَ إِذا أَوَى إِلَى منزله جزأ دُخُوله ثَلَاثَة أَجزَاء: جُزْءا لله وجزء لأَهله وجزءًا لنَفسِهِ. ثمَّ جزأ جزأه بَينه وَبَين النَّاس فَيرد ذَلِك بالخاصة على الْعَامَّة وَلَا يدّخر عَنْهُم شَيْئا.

جزأ يُرِيد أَن الْعَامَّة كَانَت لَا تصل إِلَيْهِ فِي منزله وَلكنه كَانَ يُوصل إِلَيْهَا حظها من ذَلِك الْجَزَاء بالخاصة الَّتِي تصل إِلَيْهِ فتوصله إِلَى الْعَامَّة. لنَفسِهِ: من صلَة الدُّخُول. ومأذون: خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَالْجُمْلَة فِي مَوضِع خبر كَانَ وَيجوز أَن تستتر فِي كَانَ ضمير الشَّأْن ويرتفع الدُّخُول بِالِابْتِدَاءِ ومأذون خَبره وَيجوز أَن يكون لنَفسِهِ خبر كَانَ ومأذون خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَالْجُمْلَة لَا مَحل لَهَا لِأَنَّهَا بدل عَن قَوْله كَانَ دُخُوله لنَفسِهِ. وقف على وَادي محسر فقرع رَاحِلَته فخبت حَتَّى جزعه.

جزع أَي قطعه عرضا وَمِنْه جزع الْوَادي. [117]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015