قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: إِنَّه لهد الرجل أَي لنعم الرجل. وَذَلِكَ إِذا أثنى عَلَيْهِ يجلد وَشدَّة. قَالَ العجاج: ... وعصف جارٍ هَدَّ جارُ المتعصر ... أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن: لقد أهدفت لي يَوْم بدر فضفت عَنهُ. فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: لكنك لَو أهدفت لي لم أضف عَنْك. يُقَال: أهدف لَهُ الشئ واستهدف إِذا أعرض وأشرف كالهدف للرامي. وَمِنْه حَدِيث الزبير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إِنَّه اجْتمع هُوَ وَعَمْرو بن الْعَاصِ فِي الْحجر. فَقَالَ الزبير: أما وَالله لقد كنت أهدفت لي يَوْم بدر وَلَكِنِّي استبقيتك لمثل هَذَا الْيَوْم. فَقَالَ عَمْرو: وَأَنت وَالله لقد كنت أهدفت لي وَمَا يسرني أَن لي مثل ذَلِك بفرتي مِنْك. كَانَ عبد الرَّحْمَن وَعَمْرو بن الْعَاصِ مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر. ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: أعطهم صدقتك وَإِن أَتَاك أهدل الشفتين منتفش المنخرين.
هدل أَي وَإِن أَتَاك زنجي أَو حبشِي غليظ الشفتين مسترخيهما منتفخ المنخرين مَعَ قُصُور المارن وانبطاحه. قَالَ النَّضر: المنتفش من الأنوف: الْقصير المارن. وَقد انتفش كَأَنَّهُ أنف الزنْجِي وتأويله صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم: اسمعوا وَأَطيعُوا وَلَو أَمر عَلَيْكُم عبد حبشى مجدع. وَالضَّمِير [971] فِي أعطهم للولاة وَأولى الْأَمر. القرظى رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ: بَلغنِي أَن عبد الله بن أبي سليط الْأنْصَارِيّ شهد الظّهْر بقباء وَعبد الرَّحْمَن بن زيد بن حارثه يُصَلِّي بهم فَأخر الصَّلَاة شَيْئا فنادي ابْن أبي سليط عبد الرَّحْمَن حِين صلى: يَا عبد الرَّحْمَن أَكنت أدْركْت عُثْمَان وَصليت فِي زَمَانه قَالَ: نعم. قَالَ: فَكَانُوا يصلونَ هَذِه الصَّلَاة السَّاعَة قَالَ: لَا وَالله فَمَا هدى مِمَّا رَجَعَ.