عَلَيْهَا من جَمِيع المَال حَتَّى تبنتم مَا تبنتم ودققتم النّظر حَتَّى قُلْتُمْ غير ذَلِك. إِن مَرْيَم ابْنة عمرَان سَأَلت رَبهَا أَن يطْعمهَا مِمَّا لادم فِيهِ فأطعمها الْجَرَاد. فَقَالَت اللَّهُمَّ أعشه بِغَيْر رضَاع وتابع بَينه بِغَيْر شياع.
تبع أَي اجْعَلْهُ يتبع بعضه بَعْضًا من غير أَن يشايع بِهِ مشايعة الرَّاعِي بِالنعَم وَهِي دعاؤه بهَا فتجتمع قَالَ جرير: ... فَأَلْقِ اسْتَكَ الهَلْبَاء فَوْق قَعُودها ... وشَايِعْ بهَا واضْمُمْ إليكَ التَّوَالِيَا ... قَالَ لَهُ قيس بن عَاصِم الْمنْقري: يارسول الله مَا المَال الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تبعة من طَالب اولا من ضيف فَقَالَ: نعم المَال الْأَرْبَعُونَ والكثر السِّتُّونَ وويل لأَصْحَاب المئين إِلَّا من أعْطى الْكَرِيمَة ومنح الغزيرة وَذبح السمينة فَأكل وَأطْعم القانع والمعتر. وَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَيفَ تصنع فِي الطروقة قَالَ لَهُ: يَغْدُو النَّاس بحبالهم فَلَا يوزع رجل عَن جمل يخطمه. وَقَالَ لَهُ: كَيفَ تصنع فِي الأفقار فَقَالَ: إِنِّي لأُفقر [الْبكر] الضَّرع والناب الْمُدبرَة وَقَالَ لَهُ: كَيفَ أَنْت عِنْد الْقرى قَالَ: أُلصق وَالله يارسول الله بالناب الفانية والضرع.
التبعة التبعة: مايتبع المَال [81] من الْحُقُوق. الكثر: الْكثير. منح: من المنحة وَهِي النَّاقة أَو الشَّاة تعار للبنها ثمَّ تسترد. القانع: السَّائِل ومصدره القنوع. المعتر: الَّذِي يتَعَرَّض وَلَا يفصح بالسؤال. فِي الطروقة أَي فِي صَاحب الطروقة إِذا استطرقك فحلا. لَا يوزع: لَا يمْنَع أَرَادَ أَنه يطْرق الفحول كل من أَرَادَ من غير مضايقة فِي ذَلِك