بلَى وَالله لقد كَانَ عِنْد الله وَمُحَمّد حيٌّ وَلَو عَلَيْهِ كَانَ فتح لصنع فِيهِ غير الَّذِي تصنع. قَالَ: فَغَضب عمر وَقَالَ: إِذن صنع مَاذَا قلت: إِذن لأكل وأطعمنا. قَالَ:: فنشج عمر حَتَّى اخْتلفت أضلاعه. ثمَّ قَالَ: وددت أَنِّي خرجت مِنْهَا كفافا لَا لي وَلَا عليَّ. هَكَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث مَعَ التَّفْسِير. وَكَأن الْحجر سمي نشنشة من نشنشه ونصنصه إِذا حرّكه. والأخشن: الْجَبَل الغليظ كالأخشب والخشونة والخشوبة أختَان. وَفِيه مَعْنيانِ: أَحدهمَا أَن بشبهه بِأَبِيهِ الْعَبَّاس فِي شهامته ورميه بالجوابات الْمُصِيبَة وَلم يكن لقريش مثل مَا رَأْي الْعَبَّاس. وَالثَّانِي: أَن يُرِيد أَن كَلمته هَذِه مِنْهُ حجر من جبل يَعْنِي أَن مثلهَا يَجِيء من مثله وَأَنه كالحبل فِي الرَّأْي وَالْعلم وَهَذِه قِطْعَة مِنْهُ. نشج نشيجا إِذا بَكَى. وَهُوَ مثل بكار الصَّبِي إِذا ضُرب فَلم يخرج بكاؤه وردده فِي صَدره. وَمِنْه حَدِيثه رَضِي الله عَنهُ: إِنَّه صلى الْفجْر بِالنَّاسِ وروى: الْعَتَمَة وَقَرَأَ سُورَة يُوسُف حَتَّى إِذا جَاءَ ذكر يُوسُف سُمع نَشِيجه خلف الصُّفُوف وروى: فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله: {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وحُزْنِي إِلَى الله} نشَجَ. فِيهِ دَلِيل على أَن الْبكاء وَإِن ارْتَفع لَا يقطع الصَّلَاة إِذا كَانَ على سَبِيل الْأَذْكَار.
نَشُمُّ عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما نشَّمَ النَّاس فِي أمره جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى إِلَى أُبيّ بن كَعْب فَقَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذر مَا الْمخْرج يُقَال: نشَّب فِي الْأَمر ونشَّم فِيهِ إِذا ابْتَدَأَ فِيهِ ونال مِنْهُ عَاقَبت الْمِيم الْبَاء وَمِنْه قَالُوا: النّشم والنَّشب: للشجر الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ القسيّ لِأَنَّهُ من آلَات النشوب فِي الشي وَالْبَاء وَالْأَصْل فِيهِ لِأَنَّهُ اذْهَبْ فِي التَّصَرُّف.