وَفِي حَدِيث آخر: لَا تمثِّلوا بنامية الله. أَي بخلقه. وَقيل: هُوَ من الْمثل وَهُوَ أَن يقتل كُفؤًا بكفء وبواء ببواء. وَقيل: المُرَاد التَّصْوِير والتمثيل بِخلق الله من قَوْلهم: مثل الشَّيْء [بالشَّيْء] ومُثل بِهِ إِذا سوى بِهِ وَقدر تَقْدِيره. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي لسلم بن معبد الْوَالِبِي: ... جزَى اللهُ الموَالِي مِنْك نَصفا ... وكلّ صحابةٍ لهمُ جَزَاءُ
بفِعْلهم فإنْ خيرا فَخير ... وَإِن شرا كَمَا مثل الْحذاء ...
مثل من سره أَن يمثل لَهُ النَّاس قيَاما فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار. المثول: الانتصاب. وَمِنْه: فلَان متماثل ومتماسك بِمَعْنى وَمِنْه تماثل الْمَرِيض. وَقَالُوا: الماثل من الأضداد يكون المنتصب واللاطئ بِالْأَرْضِ. وَمِنْه قَول الْأَعرَابِي: ماثلت الْقَوْم فِي الْمجْلس وَأَنا غير مشته لمقاعدتهم. فَليَتَبَوَّأ: لَفظه الْأَمر وَمَعْنَاهُ الْخَبَر كَأَنَّهُ قَالَ: من سرَّه ذَلِك وَجب لَهُ أَن ينزل منزله من النَّار وَحقّ لَهُ ذَاك.
الْمِيم مَعَ الْجِيم
مجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن المجر. هُوَ مَا فِي الْبُطُون وَهَذَا كنهيه عَن الملاقيح أَي عَن بيعهَا. وَيجوز أَن يُسمى بيع المجر مجراً اتساعاً فِي الْكَلَام. وَكَانَ من بياعات أهل الْجَاهِلِيَّة وَكَانُوا يَقُولُونَ: مَا جرت مِمَّا جرة وأمجرت إمجارا. وَفِي الحَدِيث كل مجر حرَام وَأنْشد اللَّيْث: ... أَلَمْ يكُ مَجْراً لَا يحِلُّ لمُسلم ... نَهَاهُ أَمِير الْمصر عَنهُ وعامله ...