كمد عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الكماد مَكَان الكيِّ والسعوط مَكَان النفخ. واللدود مَكَان الغمز. هُوَ أَن تسخن خرقَة وسخة دسمة ويتابع وَضعهَا على الوجع وَمَوْضِع الرّيح حَتَّى يسكن. وَاسم تِلْكَ الْخِرْقَة الكمادة من أكمد القصَّار الثَّوْب إِذا لم يُنقِّ غسله وَأَصله الكمدة. والكمد: تغير اللَّوْن وَذَهَاب مَائه وصفائه وأكمده الْحزن: غير لَونه. وَيُقَال: كمدت الوجع تكميدا. والنفخ: أَن يشتكي الْحلق فينفخ فِيهِ. والغمز: أَن تسْقط اللهاة فتُغمز بِالْيَدِ. أَرَادَت أَن هَذِه الثَّلَاثَة وتوضع مَكَانهَا فَإِنَّهَا تُؤدِّي مؤدَّاها فِي النَّفْع والشفاء وَهِي أسهل مأخذاً وَأَقل مئونة على صَاحبهَا.
الْكَاف مَعَ النُّون
كنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنَّ للرؤيا كُنّى وَلها أَسمَاء فكنُّوها بكُناها واعتبروها بأسمائها والرؤيا لأوَّل عَابِر. قَالُوا فِي معنى كنوها بكناها مكاها مثلُوا لَهَا إِذا عبَّرتم كَقَوْلِك فِي النّخل: إِنَّهَا رجال ذَوُو أَحْسَاب من الْعَرَب. وَفِي الْجَوْز: إِنَّهَا رجال من الْعَجم لِأَن النّخل أَكثر مَا يكون بِبِلَاد الْعَرَب والجوز بِبِلَاد الْعَجم. وَفِي معنى اعتبروها بأسمائها اجعلوا أَسمَاء مَا يُرى فِي الْمَنَام عِبْرَة وَقِيَاسًا. نَحْو أَن ترى فِي الْمَنَام رجلا يُسمى سالما فتؤوله بالسلامة أَو فتحا فتؤوله بالفرح. وَقَوله: والرؤيا لأوّل عَابِر نَحْو قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الرُّؤْيَا على رجل طَائِر