فَوت أَي موت الْفُجَاءَة من فَاتَهُ بالشَّيْء إِذا سبقه بِهِ وَيُقَال: افتئت فلَان إِذا فوجئ بِالْمَوْتِ بِالْهَمْز وَهُوَ من الْقلب الشاذ. إنَّ رجلا تفوَّت على أَبِيه فِي مَاله فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ بِهِ فَقَالَ: ارْدُدْ على أبنك مَاله فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك. يُقَال افتات فلَان على فلَان فِي كَذَا وتفوَّت عَلَيْهِ فِيهِ إِذا انْفَرد بِرَأْيهِ دونه فِي التَّصَرُّف فِيهِ وَهُوَ من الْفَوْت بِمَعْنى السَّبق إِلَّا أَنه ضُمِّن معنى التغلب فعُدِّيَ بعلى لذَلِك. وَالْمعْنَى: إِن الابْن لم يستشر أَبَاهُ وَلم يَسْتَأْذِنهُ فِي هبة مَاله يَعْنِي مَال نَفسه. فَأتى الْأَب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ لَهُ: ارتجعه من الْمَوْهُوب لَهُ واردده على ابْنك فَإِنَّهُ وَمَا فِي يَده فِي مَلكتك وَتَحْت يدك فَلَيْسَ لَهُ أَن يستبدّ بأمرٍ دُونك. وَضرب كَونه سَهْما من كِنَانَته مثلا لكَونه بعض كَسبه وخره.

فوع احْبِسُوا صِبْيَانكُمْ حَتَّى تذْهب فوعة الْعشَاء يُقَال: فورة الْعشَاء وفرعته أَي أَوله وشرته وَكَذَلِكَ فورة الطّيب وفوعته وفوحته.

فَوق ابْن مَسْعُود رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ الْمسيب بن رَافع: سَار إِلَيْنَا عبد الله سبعا من الْمَدِينَة فَصَعدَ الْمِنْبَر فَقَالَ: إِن أَبَا لؤلؤة قتل أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر فَبكى النَّاس. ثمَّ قَالَ: إِنَّا أَصْحَاب مُحَمَّد اجْتَمَعنَا فأمَّرنا عُثْمَان وَلم نأل عَن خيرنا ذَا فوقٍ. أَي عَن خيرنا سَهْما. وَمن أمثالهم فِي الرجل التَّام فِي الْخَيْر: هُوَ أَعْلَاهَا ذَا فَوق. وَذكر السهْم مثل للنصيب من الْفضل والسابقة شُبِّه بِالسَّهْمِ الَّذِي أُصِيب بِهِ الخصل فِي النضال. وَصفته بالفوق من قبل أَنه بِهِ يتم إِصْلَاحه وتهيؤه للرَّمي أَلا ترى إِلَى قَول عبيد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015