وَإِنِّي لأجد للحن من الْإِنْسَان السمين وضراً نَحْو وضر اللَّحْم الْمَطْبُوخ وَهَذَا نَحْو قَول أبي الْأسود: إِنِّي لأجد للحن غمراً كغمر اللَّحْم. عبد الْأَعْلَى رَضِي الله عَنهُ خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطْبَة فقصر فِيهَا ثمَّ خطب أَبُو بكر أقصر من خطبَته ثمَّ خطب عمر أقصر من خطبَته ثمَّ قَامَ رجل من الْأَنْصَار وفن فِيهِ فنينا وعنَّ فِيهِ عنينا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إنَّ من الْبَيَان لسحراً. يُقَال عنَّ يعن وفنَّ يفن عنناً وعنيناً والمفن والمعنّ: الَّذِي يُعَارض كل شَيْء يستقبله وَالْجمع معانّ يُقَال: رجل فنون لمن لَا يَسْتَقِيم على رَأْي وَكَلَام وَاحِد.
فنع مُعَاوِيَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لِابْنِ أبي محجن الثَّقَفِيّ: أَبوك الَّذِي يَقُول: ... إِذا مِتّ فادْفِنِّي إِلى أَصْلِ كَرْمَةٍ ... البيتان. فَقَالَ أبي الَّذِي يَقُول: ... وَقد أَجودُ وَمَا مالِي بِذِي فَنَعٍ ... وأكْتُم السِّرَّ فِيهِ ضَرْبَةُ العُنُق ... يُقَال: فنع فنعاً فَهُوَ فنع وفنيع إِذا كثر مَاله ونما وَفِي أمثالهم: من قنع فنع.