.. حَتَّى إِذا مَا الديك نَادَى الفجرا ... وفَضَحَ الصُّبْحُ النجومَ الزُّهْرا ... أَي كشف أمرهَا بِغَلَبَة ضوئه ضوءها. وَقيل: حَتَّى أَضَاء بِهِ بفضحته أَي ببياضه. وروى: بالصَّاد بِمَعْنى بيَّنه وَمِنْه قيل للْبَيَان الفصاحة ولضده العُجمة. وأفصح الصُّبْح: بدا.
فضَض عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ رمى الْجَمْرَة بِسبع حَصَيَات ثمَّ مضى فَلَمَّا خرج من فضَض الْحَصَى وَعَلِيهِ خميصة سَوْدَاء وَأَقْبل على سلمَان بن ربيعَة فكلَّمه بِكَلَام. هُوَ المتفرق مِنْهُ والفضيض مثله وهما فعل وفعيل بِمَعْنى مفعول من فضَّ الشَّيْء يفضُّه إِذا فرَّقه. وَفِي كتاب الْعين: الفض: تَفْرِيق حَلقَة من النَّاس بعد اجْتِمَاعهم. وَأنْشد: ... إِذا اجْتَمعُوا فَضَضْنا حَجْرَتَيْهِمْ ... ونجمعُهم إِذا كَانُوا بِدَادا ... وانفضَّ إِذا تفرَّق. وَمِنْه الحَدِيث: لَو أَن رجلا انفض انفضاضا مِمَّا صُنع بِابْن عَفَّان لحق لَهُ أَن ينفضّ. أَي انْقَطَعت أوصاله وَتَفَرَّقَتْ جزعاً وحسرة. الخميصة: ضرب من الأكسية. خَالِد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كتب إِلَى مرازبة فَارس مقدمه الْعرَاق: أما بعد فَالْحَمْد لله الَّذِي فضَّ خدمتكم وفرَّق كلمتكم وسلب ملككم. الْخدمَة: سير غليظ مُحكم مثل الْحلقَة يشدُّ فِي رسغ الْبَعِير ثمَّ يشدُّ إِلَيْهَا سرائح نَعله وَقيل للخلخال خدمَة على التَّشْبِيه إِذا انفضّت الْخدمَة انحلّت السرائح وَسَقَطت النّعل فَضرب ذَلِك مثلا لثل عرشهم وَذَهَاب مَا كَانُوا يعتمدونه وَيرجع إِلَيْهِ استيساق أَمرهم.