ولو لم يجز، فإنما لم يجز لعدم التبيين فيقبح الخطاب الذي لا يبين للمكلف المراد منه، إذا تبين له.
وفرق: بأنه منسوب إلى تقصير المخاطب، فناسب قبح خطابه الذي هو فعله.
ولنا: في المخصص - خاصة -:
(أ) قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون} [الأنبياء: آية 98]، فقال ابن الزبعري: (فقد عبدت الملائكة والمسيح) فنزل: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} [الأنبياء: آية 101] و (ما) يتناول من يعقل: لنزوله بسبب السؤال، وما يقال: إنه زيادة بيان، لجهل المعترض، فهو مجرد احتمال بلا دليل.
ولقوله تعالى: {وما خلق الذكر والأنثى} [الليل: آية 3]، {والسماء وما بناها والأرض وما طحاها} [الشمس: الآيات 5، 6]، {ولا أنتم عابدون ما أعبد} [الكافرون: آية 3].
ولاتفاقهم على وروده بمعنى "الذي".
ولفهم ابن الزبعري.
ولتقريره - عليه السلام - إياه على سؤاله، وما روي أنه قال له: "ما أجهلك بلغة قومك" لم يثبت وأن العرب ما كانت تعبد الملائكة ولا المسيح، بل الأصنام.
ممنوع، إذ روي أن منهم من كان يعبدهما.
ولكون قوله: {من دون الله} [الأنبياء: آية 98] مفيدا ولتناوله الرقيق وغيره لو قال: (ما لي صدقة) ولو قال: (ما في بطن جاريتي حر) عتق عليه، وإحالته إلى القرينة خلاف الأصل.
فإن قلت:
المخصص العقل المقارن، وهو: أنه لا يجوز تعذيب الغير المتألم به بفعل الغير، وسكوته - عليه السلام - عن الجواب لو صح، فإنما هو لتأكيده بالنقلي، والراضي إنما يعذب برضاه.