عمرو بن مذحج بن حزم وهو شاب وكان مجيداً للركوب فأجرى بين أيدينا فرسه وتقلب عليه أحسن تقلب وصرفه أحسن تصريف فأعجب بما رأى منه الحاضرون لا سيما أبو بكر فقلت له: قل في صفة الحال، فقال ارتجالاً:
رأى صاحبي عمراً فكلف وصفه ... وحملني من ذاك ما ليس في الطوق
فقلت له عمرو كعمرٍ، فقال لي ... صدقت ولكن ذا أشب على الطوق
فأعجب الحاضرون من سرعة قوله وصدق وصفه وجودة نظمه وقوة فهمه وغاية حسنه.
88- سفيان بن العاصي بن أحمد بن العاصي بن سفيان الأسدي الفقيه الراوية أبو بحر: أحد المتفننين المتقنين للكتب المتسعي الرواية، نشأ ببلنسية وأصله من عملها من حصن مربيطر سمع أبا العباس الدلائي وأبا عمر ابن عبد البر والقاضي أبا الوليد الباجي وأبا الليث وأبا الفتح نصر بن الحسن التنكتي الشاشي القادم إلى الأندلس والفقيه أبا عبد الله ابن سعدون وابن سيد المقرئ وطاهر بن مفوز وأبا إسحاق الكلاعي وأبا بكر ابن القدوة وأبا داود المقرئ وسمع القاضي أبا الوليد الكناني وبه كان اختصاصه وعليه تقييده ومنه استفادته. وكان يعظمه جداً