وسمعت منه أشياء كثيرة وعلقت عنه فوائد جمة، رحمه الله، وأجازني جميع روايته ورواية أبيه، رحمهما الله، وجرت بيني وبينه مراسلات مستغربة نثراً ونظماً غفر الله لجميعنا وسمعته، رحمه الله، يقول؛ العرب تقول: هنيدة مصغرة لمائة من الإبل، وهند لمائتين، وأمامة لثلاثمائة.
وأنشدنا رحمه الله، وقد نزل عليه ونحن نسمع عليه بعض الجلة زائراً وجعل عنان دابته على سرجها:
علمته مهما أزور أحبتي ... دلج السرى وكذاك فعل مخاطر
وإذا احتبى قربوسه بعنانه ... علك اللجام إلى انصراف الزائر
ومن قوله:
بث الصنائع لا تحفل بموقعها ... من آملٍ شكر المعروف أو كفرا
كالغيث ليس يبالي حيثما انسكبت ... منه الغمائم ترباً كان أو حجرا
وأخبرني، رحمه الله، قال: اجتمعنا في لمة من الأدباء خارج باب قرطبة وفينا الوزير أبو بكر عبد العزيز المعروف بابن القبطرنو إذ وقف بنا أبو الحكم