حاتم بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي والجياني وغيرهما وتفقه عند ابن رزق وغيره من شيوخ قرطبة.
صحبته كثيراً وسمعت منه شيئاً وكان خيراً فاضلاً، توفي، رحمه الله، سنة تسع عشرة وخمسمائة.
68- عبد الرحمن بن عبد الله بن منتيل السرقسطي الشيخ الصالح أبو زيد: خطيب بلده وإمام جامعه، وكان صهراً لشيخنا القاضي الشهيد أبي علي، رحمه الله، على أخته؛ وخرج بعد الحادثة على سرقسطة إلى بلنسية فولي بها الخطبة والصلاة. وكان، رحمه الله، صالحاً ورعاً يقصده الرؤساء وغيرهم يتبركون بدعائه وجربت منه الاستجابة، منقبضاً عن الناس منعزلاً عنهم.
وكان يحفظ التلقين للقاضي أبي محمد عبد الوهاب ويشغف به وله في ذلك، مما أخبرني عنه القاضي أبو علي، وقد أخذ عنه بعض ما عنده
سأقطع نفسي عن علائق جمة ... وأشغل بـ التلقين نفسي وباليا
وأجعله أنسي وشغلي وهمتي ... وموضع سري والحبيب المناجيا
وكتب إلى القاضي أبي علي:
كتبت لأيام تجد وتلعب ... ويصدقني دهري ونفسي تكذب
وفي كل يومٍ يفقد المرء بعضه ... ولا بد أن الكل منه سيذهب
وتوفي، رحمه الله، في صدر سنة خمس عشرة وخمسمائة كتب إلي يجيزني جميع روايته.