4 - أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، نقل عنه الحافظ أبو الفرج بن الجوزي، فقال: ((وحدثنا هبة الله بن أحمد الحريري، عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قال: قال الشافعي: الغِنَاءُ لَهْوٌ مكروه يشبه الباطل، ومن استكثر منه فهو سفيه تُردُّ شهادته، قال: وكان الشافعي يكره التغبير، قال الطبري: فقد أجمع علماء
الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه)) (?).
5 - الإمام أبو بكر بن قيم الجوزية، قال رحمه اللَّه تعالى: ((ومن مكايد عدو اللَّه ومصايده التي كاد بها من قَلَّ نصيبه من العلم، والعقل، والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماع المُكَاءِ، والتَّصْدِيَةِ، والغِنَاءِ بالآلات المحرَّمة؛ الذي يَصُدُّ القلوبَ عن القرآن، ويجعلها عاكفةً على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللّواط، والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غايةَ المُنَى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسَّنه لها مَكْراً منه وغروراً، وأوحى إليها الشُّبَه الباطلة على حسنِه، فقبلتْ وحيَه، واتَّخذت لأجله القرآن مهجوراً)). إلى أن قال رحمه اللَّه:
((ولقد أحسن القائل حين قال:
تُلِيَ الكتابُ فأطْرَقُوا لا خِيَفَةً ... لَكِنًّهُ إِطْرَاقُ سَاهٍ لاَهِي
وَأتَى الْغِنَاءُ فَكَالحَمِيرِ تَنَاهَقُوا ... وَاللهِ مَا رَقَصُوا لأِجْلِ اللهِ