«وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية» . . . إلخ الحديث في البخاري (6930) وغيره، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الخوارج لأنهم يُهلكون الحرث والنَّسْل ويسعون في الأرض فسادا، والله لا يحب الفساد (وليس كل أصحاب الغلو من الخوارج) .
وقد ظهرت مثل هذه الظواهر على مدار التاريخ، وكان منها في العصر الحديث (جماعة التكفير والهجرة) و (جماعة التوقف والتبين) التي ظهرت في مصر في آخر القرن الماضي ثم امتدت آثارها في كثير من بلاد المسلمين والعالم، ولا تزال آثارها النكدة على شباب الأمة، ولا سيما حين تسللت أفكار الغلاة بين صفوف الجهاد الأفغاني السابق.
ونزعة التشدد التي قد تنشأ عنها ظواهر العنف والتكفير (الغلو) قد تصاحب كلَّ نهضة أو دعوة وتشذ عنها. . . فكما ظهرت في أول الإسلام وهي ليست من الإسلام في شيء لكنها نشاز؛ لا تزال تظهر بين وقت وآخر.