الغلو الأسباب والعلاج إعداد
أد. ناصر بن عبد الكريم العقل
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة
كلية أصول الدين بالرياض - جامعة الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. . أما بعد:
فهذه بعض الأفكار والانطباعات والاقتراحات حول التكفير والعنف (الغلو) حقيقته وأسبابه وعلاجه، وهي عناصر وخواطر كتبت على عجل.
أولا - الخلفيات والأصول (الجذور العلمية والتاريخية) للغلو في الدين:
ترجع بذور الغلو في الدين إلى بعض العبَاد الجهلة الأوائل، وأصحاب الأهواء، وأهل النفاق والزندقة، وكان من ضحيتهم بعض الغيورين والمندفعين إلى التدين عاطفيا، من صغار السن (حدثاء الأسنان) كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم الذين يقل فقههم للدين، وتجربتهم في الحياة، ولم تنضج عقولهم، ولم يرجعوا إلى أهل الذكر والراسخين كما أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن هذين الصنفين تكونت الخوارج الأولى الذين قاتلهم الصحابة بعد أن حاوروهم وجادلوهم، وبعد أن استحلوا الدماء. وتكونت كذلك الشيعة وبذور التصوف البدعي.