وعين لهم الدخول في غداة اليوم الثاني فكتب أبو الربيع للمنصور:
يا كعبة الجود التي حجت لها ... عرب الشام وغزاها والديلم
طوبى لمن أمسى يلوذ بها غداً ... ويطوف بالبيت العتيق ويحرم
ومن العجائب أن يفوز بنظرةٍ ... من بالشآم ومن بمكة يحرم
فاستحسن المنصور مقصده وأظهر الرضى عنه، وأمره أن يكون هو الخارج للقائهم والداخل عليه.
وذكره الشقندي في معجمه فأطنب في الثناء عليه، وقال: هو من مفاخري بني عبد المؤمن. وأحله منهم محل ابن المعتز من بني العباس، وابن المعز، من العبيديين، وقال: كان قديرا على النظم، حافظاً للآداب، جواداً يتعلق بأدنى سبب يجب رعيه. وخبرته فوجدته يجود في أكثر الأوقات بما يساعد عليه الزمان.
قال: ولقد قلت له يوماً: يا سيدنا، تكلفون أنفسكم ما لا يساعد عليه الوقت. فضحك وقال: إنا نغالب الزمان فيما نتكلف، ونرجو من فضل الله ألا يغلبنا.