فمرضت بها أياما فأنكرت الإقامة بها لقبح عيشها وملح مائها وأردت التوجه لقرية المبروك فمنعني واعتذرت فألح علي وبكى لذلك واستشفع بمن يظن أنه أنصت لكلامه فلما رأيت منه ذلك رق قلبي عليه وأقمت معه ثم قال ثم إنه خرج إلى أروان ولم يمكنه أن يحملني وابنه معه فتخلفنا عنه ثم لحقنا به في مدينة أروان وتركته هناك أريد التوجه منها إلى بلادنا فأقمت معه هناك في حسن عشرة ورغد عيش ومذاكرة وقراءة ثم توجهت عنه لقرية المبروك وتركته هنالك أريد التوجه منها لبلادنا فأقمت هنالك حتى خرجت مع رفقة لبلادنا.
الرحلة الثانية: للشيخ كانت لمدينة أروان للقراءة على شيخه سيدي عمر المذكور فلما قدم عليه مكث معه مدة على الحاله الأولى من مذاكرة وقراءة وحسن معاملة ولم يحدد الشيخ عبد الرحمن مدة إقامته مع شيخه سيدي عمر ثم كر راجعا لتنلان وترك شيخه هنالك وبقيت العلاقة بينهما وطيدة لم تتبدل ولم تتغير. قال السيد عبد الرحمن في فهرسته ثم قدم لبلده يعني زاوية كنتة وأقام بها مدة يزورني وأزوره حتى كان آخر العهد به أن صحبته لبلاد تيدكلت لملاقاة ركب الحجاج فدعاه أمير الحاج سيدي محمد بن أبي نعامة لصحبته للحج فأجابه وحج ثم قفل معه حتى وصل معه لبلد فزان وهناك أتاه أجله رحمه الله وذلك بقرية زلا ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة 1157 هـ.
الرحلة الثالثة: كانث لسجلماسة للشيخ سيدي صالح بن محمد الغماري وقد ابتدأها من تنلان يوم الاثنين التاسع عشر من جمادى الأولى سنة 1168 ووصل للشيخ المذكور يوم الجمعة السابع من جمادى الثانية عند