ذلك مقصودهم اصطلحوا على تسميتهم بالفقاقير على ضرب من الشبه لأن الشيء يشبه الشيء فشبهوا صفة الفقارة بصفة فقارة الظهر من كل حيوان له فقارة فأخذها عنهم من بعدهم وصارت حرفة شائعة معروفة عند ذويها إلى الآن انتهى من الكتاب المذكور نقتصر على هذا وأشير إلى أن كتاب غنية الشورى يشتمل على الكثير من فتاويه وخصوصا في أمر الفقارة وإعطائها بجزء مما يخرج منها وكيفية تقسيم مائها إلى غير ذلك مما هو في الكتاب المذكور والشيخ مع هذا متضلع في علم القرءان والرسم والأداء.
اللمحة العاشرة: في رحلته خارج الوطن ومن خلالها ذكر وفاته لقد قام الشيخ بن عبد الرحمن بن عمر التنلاني بعدة رحلات في طلب العلم خارج الوطن فكانت مظفرة آتت أكلها.
الرحلة الأولى: إلى التكرور بمعية شيخه الإمام سيدي عمر بن محمد بن المصطفى الكنتي تعرض الشيخ لتفاصيلها وأسبابها في فهرسته حيث قال ثم بدا له - أي للشيخ سيدي عمر- السفر لبلاد التكرور فطلب مني مصاحبته فأجبته إلى ذلك من غير أن أستأذن أبوي والشيخ لكن كتبت إليهم كتابا معتذرا لهم فصحبته فرأيت منه من حسن الصحة واللطف وحسن الخلق والأثرة أضعاف ما كنت أعهد منه في الحضر فقد كان يأثرني عن ولده في المأكل والمشرب والمركب وكان يسألني في بعض الأحيان ويقول إلي يا فلان أصدقني أسألك بالله هل أنكرت من حالي شيئا فإنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أحوال الرجال وأظن انه يعرض بي لما رأى تغيير خلقي من طول المفر فقدمنا قرية تودن وأقمنا بها مدة