الحمد لله الذي شرف العلم وجعل له أهلا، والصلاة والسلام على من طاب فرعا وأصلا، وعلى آله الأطهار، وصحابته الأخيار، وبعد فقد كنت في حال صغري مشغوفا بالعلم مولعا بطلبه ومشتغلا بقراءة الشيخ خليل وألفيه ابن مالك مقبلا على ذلك متشوفا إلى شيخ يحل لي ألفاظهما ويوقفني على معانيهما فلم ينقق لي ذلك لكون البلد شاغرة من العلماء إلى أن شرح الله صدري وتوجهت همتي للسفر لسجلماسة أو لمدينة فاس قصدا لذلك فثنيت عنان عزمتي وصرفت لذلك وجهتي وقد ورد في فضل طلب العلم أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ففي صحيح البخاري عنه (ص): "من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" وقال (ص) "أفضل الأعمال طلب العلم" وقال عليه السلام: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب إلى غير ذلك من الأحاديث فسافرت لطلب العلم من توات لمدينة فاس سنة سبع عشرة ومائة وألف وأقمت فيها مشتغلا بالقراءة والإقراء إلى آخر سنة تسع وعشرين ومائة وألف نحو ثلاث عشرة سنة وحين وصلت إليها اشتغلت فيها بالقراءة فقرأت القرءان على الأستاذ الشهير الولي الصالح المتبرك به أبي عبد الله سيدي محمد السالم بن سيدي محمد البرباعي وكان رحمه الله بالمدرسة المصباحية من مدينة فاس مواظبا على تجويد القرءان للطلبة بجامع القرويين من الضحى إلى العصر لا يلهيه شيء عن ذلك إلى أن توفي بعد العشرين ومائة وألف ودفن داخل باب الفتوح من المدينة المذكورة ثم توجهت للعربية فقرأت مقدمة ابن آجروم على الأديب سيدي محمد العربي بن الأستاذ أبي عبد الله محمد بن مقلب الفاسي وقرأتها أيضا