وكثرة موارد الاستعمال تدل على الحقيقة.

وأما قوله تعالى: {وَيَقُوْلُوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ} 1، فمجاز؛ لأنه إنما دل على المعنى النفسي بالقرنية، وهو قوله: "في أنفسهم", ولو أطلق، لما فهم إلا العبارة2.

وكذلك كل ما جاء من هذا الباب، إنما يفيد مع القرينة، ومنه قول عمر رضي الله عنه: "زورت في نفسي كلامًا"3.

وأما قوله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} 4, فلا حجة فيه؛ لأن "7/ب" الإسرار به خلاف الجهر5, وكلاهما عبارة عن أن يكون أحدهما أرفع صوتًا من الآخر, أما بيت الأخطل, فيقال: إن المشهور فيه "إن البيان لفي الفؤاد"، وبتقدير أن يكون كما ذكرتم، فهو6 مجاز عن مادة الكلام، وهو التصورات الصحيحة7 له، إذ من لم يتصور8 ما يقول، لا يُوجِدُ كلامًا، ثم هو مبالغة من هذا الشاعر, في ترجيح الفؤاد على اللسان, انتهى.

ولابن قاضي الجبل في الجواب عن الآيات وبيت الأخطل، كلام يقاربه في المعنى، ونقل ابن القيم9 أن الشيخ تقي الدين رد الكلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015