الناظر المتفحص لأحوال الأمة الإسلامية يجد أنها تمر بأخطر مرحلة في تاريخها فبعد أن كان أعداؤها يُخْفون عداوتهم ومخططاتهم ضدها أصبحوا اليوم يجاهرون بذلك بعد أن استطاعوا هزيمة المسلمين في الميادين المختلفة، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية، تقودهم في ذلك الصهيونية العالمية التي تسعى سعيا حثيثا نحو إقامة مشروعها (إسرائيل الكبرى) والسيطرة على العالم كله بعد ذلك.
أما أبناء أمة الإسلام الذين انخدعوا في السابق بشعارات الغرب البراقة، وكانوا يعترضون على من يطلق عليه «نظرية المؤامرة» أو مصطلح «أعداء الإسلام»، أصبح هؤلاء يعيشون اليوم مع غيرهم من المسلمين في واقعية المؤامرة، وما أفغانستان وفلسطين والعراق منا ببعيد .. فجراحات المسلمين في كل مكان، ولا ندري أنبكي على هؤلاء أم على هؤلاء أم نبكي على أنفسنا، وعلى المجد الذي أضعناه أو الذل الذي نتجرعه بالليل والنهار.
لقد انطبق حالنا مع ما أخبر به المعصوم صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كم اتتداعى الأكلة إلى قصعتها» فقال قائل: وقلة نحن يومئذ؟ قال: «بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن». فقال قائل: وما الوهن؟ قال: «حب الدنيا وكراهية الموت» (?).