لا تعجبِو مِنْ بلى غِلالته (?) ... قد زُرَّ أزراره (?) على القمر (?)
قالوا: ولهذا يُبنى على علو القدر ما يبنى على علو (?) المكان، مثل قوله:
ويَصْعَدُ حتى يظن الجهول ... بأن له حاجةً في السماءِ (?)
كل هذا ذكره علماء المعاني والبيان، وقد رأيتُ أن أزيد على ما ذكروه من الأمثلة في هذا النوع مطابقةً لمقتضى الحال، فإن الحال يقتضي في كشف غطاء البيان لمسيس الحاجة إلى ذلك.
فمن ذلك كلامُ إمام البُلغاء في هذا المعنى العلامة الزمخشري رحمه الله في " كشافه " في تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة: 16]، فإنه (?) قد تكلم في هذا بما يشهد لما ذكرته (?)، فقال رحمه الله تعالى ما لفظه (?): فإن قلت: هب أن شِراء الضلالة بالهُدى وقع مجازاً في معنى الاستبدال، فما معنى ذكر الربح والتجارة، كأن ثم مبايعة على الحقيقة؟