عبد الله بن الحسن بن الحسن أنه قال لولده محمد: إني لا أعِيبُ عليك شيئاً إلا قولك بالقدر، فقال: هل تلومني على ما لا أقدر عليه أو على ما أقدر عليه؟ فقال: والله ما أعاتبك (?) عليه أبداً.

ففي هذا معا أنهما فَهِمَا من القدر نفيه، ولم يختلفا في ذلك، وأمثال ذلك كثيرة.

وتقدم مثل ذلك في الكلام على المشيئة عن أحمد بن عيسى بن زيد وغيره من قدماء أئمة أهل البيت عليهم السلام، وعن المعرِّي وأبي نُواس مثل ذلك في شعرهما، وهما من أهل اللغة والبلاغة.

ففي شعر المعري:

لا تكن مُجبراً ولا قَدَرِياً ... واتَّخِذْ مَذْهَباً يكن بَينَ بَينا (?)

وفي شعر أبي نُواس:

ما صحَّ لا قَدَرٌ ولا جَبْرُ ... ما صَحَّ إلاَّ الموتُ والقَبْرُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015