يَقوَى على حلِّها، وكم مِن منفصلٍ عنها لا يُدرك حقيقة علمها.
ونحو هذا كلام الذهبي في " زغلِ العلم " (?) حين ذكر علم المنطق والجدل، وفي كلامه ما معناه: أنها علوم يتمكن الماهر فيها من نُصرة الباطل، وترجيجه على الحقِّ، وإن كان يعلمُ أنه مبطلٌ.
قلت: و (?) ذلك بالنسبة إلى بعض الناس ممَّن يُصغي إلى الوِسواس، فلا فرق بين وسواس الشيطان، وشُبَهِ اليونان، إلاَّ أن هؤلاء شياطين الإنس، وأولئك شياطين الجن يُوحي بعضهم إلى بعضٍ زُخرفَ القول غُروراً.
وَرَوَى الذهبي في " الميزان " (?) في ترجمة أبي اليمان الحكم بن نافعٍ الحمصي، عن النواس بن سمعان مرفوعاً: " لا تُجادلوا بالقرآن، [ولا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض] (?) فوالله إن المؤمن ليُجَادل بالقرآن فيُغلَبُ، وإن المنافق ليُجَادِلُ بالقرآن فيَغْلِبُ " (?). ثم قال: غريبٌ جداً مع قُوةِ إسناده.
قلت: وهذا بغير شكٍّ في بعض المؤمنين، لقوله: {وجَادِلْهُمْ بِالتي هي أحْسَنُ} [النحل: 125] وغير ذلك.
وإذا كان هذا في الجدال بالقرآن، فكيف بعلوم اليونان، فيجب