بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم الشيخ محمود مهدي الاستنابولي حفظه الله:
إن المسلمين -بل الإنسانية كلها- أشد ما كانوا اليوم حاجة إلى معرفة فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكرم معدنهم، وأثر تربيته فيهم، وما كانوا عليه من علو المنزلة التي صاروا فيها الجيل المثالي الفذ في تاريخ البشر.
وشباب الإسلام معذورون إذ لم يحسنوا التأسي بالجيل المثالي في الإسلام؛ لأن أخبار أولئك الأخيار قد طرأ عليها من التحريف والأغراض والبتر والزيادة وسوء التأويل في قلوب شحنت بالغل على المؤمنين الأولين، فأنكرت عليهم حتى نعمة الإيمان.
وقد أصبح من الفرض الديني والقومي والوطني على كل من يستطيع تصحيح تاريخ صدر الإسلام أن يعتبر ذلك من أفضل العبادات، وأن يبادر له, ويجتهد فيه ما استطاع إلى أن يكون أمام شباب المسلمين مثال صالح من سلفهم يقتدون به، ويجددون عهده، ويصلحون سيرتهم بصلاح سيرته1.
وهذا التوجيه يذكرنا بأثر ورد عن الصاحبي الجليل جابر بن عبد الله: "إذا لعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فليظهره، فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم".