السادسة: قوله: إرضاء لبعض الأهواء.
وكأنه يشير بذلك إلى الشيعة الذين يبغضون السيدة عائشة رضي الله عنها ويفسقونها.. بسبب خروجها يوم الجمل. ولكن من هم الذين أشار إليهم بقوله: بعض الناس هو الإمام أحمد ... والذهبي، أم يحيى بن سعيد القطان شيخ الإمام أحمد وهو من الثقات الأثبات، أم إسماعيل بن أبي خالد وهو مثله كماعرفت، أم شيخه قيس بن أبي حازم وهو مثله في الثقة والضبط ...
وللحديث شاهد يزداد به قوة، وهو من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنسائه:
" ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأديب الكثير وبر الوجه تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعدما كادت" رواه البزار ورجاله ثقات.
قال الإمام الزيلعي في نصب الراية 69/4-70 وقد أظهرت عائشة الندم كما أخرجه أن عبد البر في كتاب الاستيعاب عن ابن أبي عتق، وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: قال قالت عائشة لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسيرة؟ قال: رأيت رجلا غلب عليك- يعني الزبير- فقالت: أما والله لو نهيتني ما خرجت. أهـ.
ولهذا الأثر طريق أخرى صححها الذهبي في سير النبلاء 78-79.
مما سبق ندرك صحة حديث الحوأب من عدة طرق ومن قبل كبار علماء الحديث، وقد رأى بعضهم في هذا الحديث تخطئة لعائشة رضي الله عنها فحاول تضعيفه من غير علم! ...
ونقول بهذه المناسبة أن الله سبحانه نزه علماء السنة عن الكذب سواء كان ذلك من صالح أهل السنة أو ضدهم، وهم بعكس كثير ممن يسمون بعلماء الرافضة وغيرهم الذين لا نكاد نجد كلمة صدق واحدة عندهم!
ومهما كان من شأن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت فإنها نفسها شعرت بخطئها كما تقدم معنا، ولها أجر المجتهد كما جاء في الحديث.