يهتم المرشد والمسترشد بتقدير الدرجة التي تحقق بها الهدف الذي ننشده من الإرشاد، بمعنى آخر: إلى أي درجة تحقق السلوك المستهدف.
وقد يقوم المرشد والمسترشد بتقدير هدف واحد أو عدة أهداف، أي: سلوك مستهدف واحد، أو عدة سلوكيات مستهدفة "راجع الفصل الخاص بالأهداف".
ويتوقف ذلك على عدد التغيرات التي اتفقا عليها خلال عملية تحديد الأهداف. ومن المفيد أن يكون هناك قياسات متكررة للسلوكيات المستهدفة لكل مسترشد, حيث
ينبغي أن نقيس نفس السلوكيات المستهدفة بشكل متكرر قبل وأثناء وبعد المعالجة. كما يحسن أن تكون القياسات تحت ظروف مشابهة، فإذا كان الشخص يعاني من صداع في أوقات معينة من اليوم, فيحسن أن نقدّر مدى وجود الصداع في تلك الفترات نفسها.
ويشتمل قياس وجهة ومستوى التغير في السلوك على خمسة أبعاد, هي: التكرار، والمدة، والكمون "الاستتار"، والشدة، والحدوث. وقد نستخدم واحدا أو أكثر من هذه الأبعاد, فهذا يتوقف على طبيعة الهدف, وطريقة التقدير، وجدوى الحصول على البيانات.
1- التكرار "تكرار الاستجابة" Frequency:
يقصد بالتكرار عدد مرات حدوث الاستجابة، الظاهرة أو الباطنة، ويتحدد ذلك بالحصول على قياسات لكل مرة يحدث فيها السلوك المستهدف. وتستخدم طريقة عدّ التكرار عندما يكون السلوك متقطعا وفترته قصيرة. ومن أمثلة هذه السلوكيات أو الاستجابات نوبات الصداع ونوبات الهلع Panic ... إلخ.
وفي بعض الأحيان, قد نحتاج إلى معرفة التكرار في صورة نسب مئوية، فلا يفيد عدد مرات حدوث السلوك بدون معرفة نسبة المرات التي يمكن أن يحدث فيها السلوك. ونحتاج لذلك عندما تكون لدى المسترشد فرص معينة للقيام بسلوك معين، ويقوم بهذا السلوك عددا من المرات. مثلا عدد المرات التي طلب فيها آخرون منه إقراضهم مبالغ مالية, وعدد المرات التي أمكنه أن يعتذر فيها عن ذلك "كدلالة على نجاح التدريب على التأكيد صلى الله عليه وسلمssertion"، وعدد مرات إجابته على أسئلة المدرس بالنسبة لعدد المرات التي أُتيحت له لذلك.
2- المدة عز وجلuration:
تعكس المدة مقدار الوقت الذي تستغرقه استجابة أو مجموعة استجابات في حدوثها. ونهتم بالمدة عندما يكون السلوك غير متقطع ويستمر لفترات متفاوتة، مثلا مدة الانشغال بشيء، مدة الاشتراك مع آخر في واجب أو مهمة معينة، المدة التي تستغرقها الأفكار الاكتئابية لدى الفرد، الفترة التي تستغرقها المشاعر الخاصة بالقلق.