العلمية التي تنشر البحوث وعلى المؤلفات الجديدة، وهو حريص على حضور المؤتمرات واللقاءات، والندوات العلمية التي تتصل بمجال عمله، وهو عندما يقف به علمه، أو خبرته يستشير أهل العلم والخبرة، أو يحيل إليهم من يحتاج إلى خبرتهم من مسترشديه دون إحساس بالحرج ودون مكابرة.
والمرشد المخلص يجعل من بين أهدافه أن يرفع مستوى المهنة التي ينتمي إليها، وأن يعمل ما وسعه الجهد أن تظل هذه المهنة نظيفة طاهرة، وأن يشارك في تقويم من يخرج فيها على الخلق القويم.
إن الإخلاص في العمل يزود المرشد بطاقة لا حدود لها، تهون معها كل الخطوب، وتتهاوى معها كل العقبات، وتقوى معها الإرادة، ويشعر المرء أنه في ساخن نضال من أجل قيمة عالية يسعى لتثبيتها، وما أجلها من قيمة بالنسبة للمرشد أن يعاون إنسانا في تخطي عقبة، أو زوال خوف أو اختيار طريق كريم في الحياة.
9- الوعي بالذات:
إن المرشد في عمله الإرشادي يدخل في علاقة تفاعلية مع شخص آخر هو المسترشد؛ ولأن كل من المرشد والمسترشد تربطهما علاقة أساسية هي كونهما بشرا، فإن لكل واحد منهما حاجاته؛ ولأن المرشد يقف في موقف العطاء، وهو يمد يد العون ليساعد المسترشد الذي يقف موقف الأخذ، وموقف الحاجة إلى خبرة المرشد وجهوده، فإن المرشد يجب أن يكون واعيا بذاته، وبأفكاره وبقيمه وبمشاعره، وباتجاهاته وبحاجاته الشخصية، حتى لا يسير بالموقف الإرشادي والعملية الإرشادية في طريق يشبع فيها حاجاته الشخصية، والتي قد تتعارض مع حاجات المسترشد، ومن هنا يجب أن يكون المرشد قادرًا على التعرف على نفسه، والاتصال بها ومراجعة أفكاره ومشاعره، وسلوكياته الشخصية ليعمل على تصحيحها أولا بأول.
قد يكون المرشد مر بخبرة سابقة، فيتراءى له في الموقف الإرشادي ذلك الموقف، ويحاول أن يسير بالعملية الإرشادية بما يوافق انطباعاته عن تلك الخبرة. والمرشد في موقف الإرشاد يجب ألا يسارع إلى إصدار الأحكام التقويمية حتى لا يؤدي إلى نفور