ينتظر الجزاء من الموقف الذي يعمل فيه سوى أجره الذي يأخذه عن العمل، وإنما ما وراء ذلك من جزاء إنما ينتظره من الله سبحانه وتعالى.
وقد ضرب القرآن لنا أمثلة كثيرة في العمل المخلص، فيقول: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى، وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى، وَلَسَوْفَ يَرْضَى} [الليل: 18-21] .
ويقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه في حديث له: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"، "رواه البخاري ومسلم".
إن الإخلاص يدفع المرء إلى بذل أقصى ما فى وسعه من جهد وطاقة، والسعي إلى كل ما يمكن أن يصل إليه من معرفة، أو مهارة ليحقق الهدف الذي يسعى إليه في عمله.
والمرشد المخلص، هو المرشد الذي أخلص النية في مساعدة المسترشد بكل ما أوتى من علم، وخبرة ليتحرر من مشكلاته، وليختار المسارات المناسبة له، وهو لا يألو جهدا في أن يحصل على المعلومات الدقيقة والمناسبة، وأن يزود المسترشد بكل ما هو مناسب من المعلومات والدقيق منها، وهو لا ينتظر أن تبرز المشكلات إلى ساحة المدرسة، وأن تصيب في شراسة عددا من الطلاب ليبدأ الحركة ويبرز الهمة، وإنما هو سباق دون ظهور، ودون غرور إلى ترقب المشكلات، ووقفها قبل وصولها إلى ساحة عمله، وهو يعد العدد المناسبة لها من وقاية أولية وثانوية، وهو في سبيل تحقيق أهداف هذا العمل الذي يقوم به لا يهمه الظهور بنفسه ولا وجوده في المقدمة، ولا نسبة النجاح إليه، ولا الجزاء المعجل له، ولا أن يوضع اسمه في لوحة الشرف، وإنما هو في عمله يبتغي وجه الله، وتحقيق صالح المسترشدين ودفع المفاسد، ودرئها قبل وقوعها.
والمرشد المخلص يسعى إلى زيادة معرفته وإلى صقل مهارته، إنه دءوب على الاطلاع على كل جديد في المصادر العلمية المتصلة بعمله، ومنها الاطلاع على المجلات