مسهب عند حديثه عن تهذيب الأخلاق في مؤلفه الشهير "إحياء علوم الدين", كذلك فإن الإمام العلامة ابن قيم الجوزية يشير إلى طريقة لعلاج الخوف الذي يصيب الطفل الرضيع تعتمد أيضا على الإشراط المضاد, فيقول رحمه الله:

"فصل: وينبغي أن يوقى الطفل كل أمر يفزعه من الأصوات الشديدة الشنيعة والمناظر الفظيعة، والحركات المزعجة، فإن ذلك ربما أدى إلى فساد قوته العاقلة لضعفها، فلا ينتفع بها بعد كبره، فإذا عرض له عارض من ذلك، فينبغي المبادرة إلى تلافيه بضده، وإيناسه بما ينسيه إياه، وأن يلقم ثديه في الحال، ويسارع إلى رضاعه ليزول عنه ذلك المزعج له، ولا يرتسم في قوته الحافظة فيعسر زواله، ويستعمل تمهيده بالحركة اللطيفة إلى أن ينام، فينسى ذلك، ولا يهمل هذا الأمر، فإن في إهماله إسكان الفزع والروع في قلبه، فينشأ على ذلك ويعسر زواله ويتعذر".

"تحفة المودود بأحكام المولود 1971، ص233".

ومن التجارب الرائدة في مجال علاج الخوف في علم النفس الحديث, والتي سبقت تجارب وولبيه تلك التجربة الشهيرة التي قامت بها ماري كوفر جونز "1924" Jones لعلاج طفل عمره ثلاث سنوات من الخوف حيث كانت تجلس الطفل في حجر أمه وتعطيه الحلوى التي يحبها, ثم تقرب له مصدر الخوف "فأرا أبيض" يوما بعد يوم حتى أصبح الطفل بعده عدة أيام يلامس هذا الفأر ويلعب معه.

وتقوم فكرة التخلص التدريجي "أو المنظم" من الحساسية على أساس أنه لو أمكن أن نكون استجابة مضادة للخوف أو القلق لدى الشخص, فإنه يمكننا بتقريب مثير الخوف "مصدر الخوف أو موقف الخوف" بالتدريج أن تنطفئ استجابة الخوف أو القلق لدى الفرد.

وبذلك فإن مكونات هذا النوع من العلاج تنحصر في ثلاثة جوانب:

1- الوصول إلى استجابة مضادة لاستجابة القلق أو الخوف, والتدريب عليها.

2- تدريج مثير الخوف.

3- تنفيذ العلاج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015