عليها الإسلام كل مسلم، وهي ألزم حين يكون المرء في موقع يعمل فيه مع آخرين ليساعدهم على تغيير بعض جوانب حياتهم -والرفق يعني عدم، الغلظة وعدم العنف مع المسترشد، وليس معنى هذا الموافقة على سلوك المسترشد، أو الخضوع لأفكاره وتصرفاته، وإنما معناه أن يقود المرشد العملية الإرشادية في سلاسة، وتراحم يمكنان المسترشد من أن يدرك أن هذا المرشد يسعى لمصلحته ويود له الخير، وليس مجرد شخص متسلط نقاد ينظر في عيوب المسترشد، إن الرفق يعني التقبل، ويعني تكريم الإنسان، ويعني تفهم ظروف هذا الإنسان، ويعني أيضا السعي لتحقيق مصالحه.
لقد امتدح المولى سبحانه وتعالى سمة الرفق في رسوله الكريم.
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159] .
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] .
وفي امتداح الرفق يقول الرسول عليه الصلاة والسلام، فيما روته عنه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه".
"إن الله يحب الرفق، وإنه يعطي على الرفق ما لا يعطي على سواه".
والرفق يساعد المرشد على تقبل المسترشد، وأن يستقبله في بشاشة وأن يقربه منه، كما يساعده على أن يستمع إلى مشكلته، وأن يتفهم هذه المشكلة من حيث موقع المسترشد نفسه في مرحلة نموه، وبيئته وما يحيط به من ظروف اجتماعية واقتصادية، والرفق يجعل المسترشد يدرك أن هذا المرشد يسعى لمصلحته، ويعمل من أجله ويشعر بمشاعره، الرفق إذن يزيل حواجز التواصل الجيد بين المرشد، والمسترشد مما يقوي العلاقة الإرشادية -ونعرض فيما يلي موقفا إرشاديا عظيما مما ورد في السنة النبوية المطهرة.
روى أبو أمامة: "إن غلاما شابا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله -تأذن لي في الزنا، فصاح الناس به، فقال النبي -صلى الله