إن مساندة المرشد للمسترشد واجب أساسي ينبع من مبادئ الدين الإسلامية، فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مثل المؤمنون في توادهم وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، "متفق عليه".
7- القدرة على التأثير:
إن المرشد بالنسبة للمسترشد هو بمثابة المعلم، وهدفه الأساسي في العملية الإرشادية "التعليمية" مساعدة هذا المسترشد على التغيير، والوصول إلى مستوى أفضل في حياته، ولهذا فإن المرشد ينبغي أن تتوافر فيه المقدرة على التأثير، وعلى توجيه العمل الإرشادي داخل جلسات الإرشاد وخارجها، بمعنى آخر أن يكون لديه القدرة على توجيه مسار العملية الإرشادية في الاتجاه الصحيح الذي به يتحقق هدف، أو أهداف الإرشاد.
ورغم أن الإرشاد قائم على مبدأ الاختيار، والحرية للمسترشد في اتخاذ قراراته، إلا أن المرشد لكي يساعد المسترشد على تحقيق هذه الحرية، واستخدامها الاستخدام الصحيح يحتاج إلى أن يكون قويا في عمله الإرشادية، والمعنى الذي نقصده بالقوة هنا هو عدم التردد أو السلبية، أو التشكك في القدرة الذاتية على مساعدة المسترشد، وفي نفس الوقت فإن الخوف من فقدان التأثير، والضبط بالنسبة للمسترشد قد يدفع المرشد إلى أن أن يتخذ أساليب دفاعية، كأن يكون مقاوما لآراء المسترشد، أو أن يستخدم الغضب كوسيلة أساسية لضمان سيطرته على موقف الإرشاد، أو أن يكون جامدا يلغي المرونة حتى لا يهتم بالتردد.
إن المرشد الناجح هو الذي يستطيع أن يضبط موقف المقابلة، ويسيرها في الوجهة الصحيحة، وألا ينشئ أي صراعات بينه، وبين المسترشد وألا يستخدم أساليب لا تتفق مع مبادئ الإرشاد مثل فرض الرأي، أو التشبث به أو الغضب.
10- الرفق:
الرفق من الخصائص الهامة التي يتصف بها المرشد الناجح، والرفق صفة يحض