طلاب المدرسة يتعلمون منه وعنه، وهم ينظرون إلى عمله بقدر ما يصغون إلى كلامه. إنهم يرونه وهو يتحرك في المدرسة، ويضاهئون بين ما يقوله وما يفعله، فإذا كان المرشد أصيلا صادقا أمينا فإنه سيكون متطابقا، وهنا تزداد ثقة المسترشدين فيه، بل ويكون هو نفسه كشخص متحرك في المدرسة نموذجا يحتذي به الطلاب، أما إذا كانت أقواله في واد، وأعماله في واد آخر، فإنه سيكون في نظر المسترشدين شخصا زائفا يقول ما لا يفعل، ويفعل غير ما يقول، وتلك خصلة ذمها القرآن الكريم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3] .
{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] .
وقديما قال الشاعر العربي:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
ولقد نرى بعض المرشدين يتبنى في عمله إعداد برنامج إرشادي ضد التدخين، أو ضد عادات أخرى، ثم يفاجأ طلابه برؤيته، وهو يدخن. إن هذا الموقف سيؤدي بغير شك إلى صراع لديهم، وفقدان للثقة في هذا المرشد.
3- الكفاءة الذهنية:
يتطلب الإرشاد من المرشد أن تكون لديه قاعدة معرفية مناسبة، وواسعة في مجالات متنوعة، فالمرشد بحاجة إلى أن يكون لديه معلومات غزيرة، وإلى أن يكون أيضا راغبا في التعلم، وأن يكون لديه من التطلع ما يدفعه إلى تمحيص الأشياء، وإلى معرفة ماذا يجري للمسترشد، وتشتمل المقدرة الذهنية أيضا على القدرة على البحث عن المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات المناسبة حول اختيار الطرق المناسبة للعلاج.
والمرشد بحاجة إلى أن تكون لديه معلومات عن الإنسان، وعن نموه وعن تطور شخصيته، وعن الاضطرابات النفسية، والصحة النفسية وعن أساسيات الإرشاد، وأساليبه كما